سلبيات التقنيات الحديثة فى تنفيذ الحشوات الخشبية الإسلامية وأثرها على القيم الجمالية (دراسة تحليلية مقارنة)

المؤلف

دکتوراه الفنون التطبيقية فى التصميم الداخلى والأثاث مدرس بقسم العمارة بکلية تصاميم البيئة جامعة الملک عبد العزيز المملکة العربية السعودية

المستخلص

تتميز الفنون الإسلامية بأن هناک وحدة عامة تجمعها بحيث يمکن أن تتميز أى قطعة أنتجت فى ظل الحضارة الإسلامية فى أى قطر من أقطار العالم الإسلامى، ولعل هذا السر من أسرار تفوق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفائقة على صبغ المنتجات الفنية فى جميع الأقطار بصبغة واحدة، على أن هذه الوحدة لم تمنع من وجود طرز إسلامية تتميز بها الأقطار الإسلامية المختلفة فى عصور تطورها الفنى. إن التراث هو شکل ثقافى متميز يعکس الخصائص البشرية عميقة الجذور، ويتناقل من جيل إلى آخر، ويصمد عبر الأزمان. لقد شهد القرن العشرين تطوراً ملحوظاً وعملية تغير فى ظروف الحياة بأکملها، وکانت القوة الدافعة هى ما يسمى بالثورة التکنولوجية، وترتب على ذلک إحداث تحولات بعيدة المدى فى ظروف الحياة الاجتماعية والإنسانية بشکل عام، ولا شک أن الثورة التکنولوجية کان له آثار إيجابية وأخرى سلبية على مجالات الفنون المختلفة، وذلک يرجع لإستخدام التکنولوجية وإسلوب توظيفها، ونحن هنا بصدد مدى تأثر الفنون بالتکنولوجيا الحديثة وتحديداً (الحشوات الخشبية الإسلامية) حيث ضاعت جمالياتها عندما إستخدم البعض ماکينات CNN (الراوتر) لتقوم بتفيذها على مسطح خشبى من قطعة واحدة بدلاً من إستخدام الحشوات الصغيرة والحلايا التى تحددها فتظهر من خلالها إتجاهات سمارة وجمال الأخشاب، حيث تتجه جميعها فى إتجاه المرکز وتدور حوله وهذه فلسفة للفنان المسلم کان يقصدها. أما الأعمال التى تتم على قطعة خشبية واحدة فقدت القيم الجمالية والفنية التى نراها فى أصل العمل، وأصبح لا معنى لها بسبب إستخدام وتوظيف التکنولوجيا بطريقة غير مناسبة.