المصمم الصناعى والأستلهام من الطبيعة فى ضوء علم الإيثولوجي

بات الإستلهام من الطبيعة من أهم مصادر المصمم التي يلجأ اليها دائما ولا تبخل عليه بما يحتاج اليه، فقد کانت ولا
تزال وستستمر الطبيعة مُلهمة للمصمم في شتى المجالات وحيثُ انها لا تبيح بکل أسرارها دفعةً واحدة فإنه مع تقدم العلم
دائما ما يظهر لنا أسرار کامنة وراء الطبيعة تدعونا دائما للتفکير وتکون مصدر أساسي للإستلهام، ويُعد سلوک الحيوان
من أهم الرکائز التي يعتمد عليها المصمم الصناعي في استلهامه من الطبيعة حيثُ يعتبر الإستلهام من سلوک الحيوان
أحد مستويات منهج البايوميمکري في التصميم، وتزايد إهتمام المصمم الصناعي بدراسة الکائنات الحية )النباتات،
الحيوانات ( الموجودة في الطبيعة، سلوکها وانظمتها الحياتية وعملياتها الحيوية ليظهر مفهوم الإستلهام من الطبيعة
Bio-Inspiration ليستلهم منها المصمم ويبدع أفکار لحل الأشکاليات التى تواجهه، ولقد بدأت الفکرة من خلال ما
سُميَّ بالتصميم العضوي Organic Design وهو عبارة عن محاکات المصمم للأنماط العامة للطبيعة للإستفادة من
أشکال المخلوقات ليقدمها في صورة منتجات حياتيه تتمتع بالخطوط الإنسيابية العضوية الغير هندسية لتتلائم مع طبيعة
الأنسان.
ثم تطورت محاکات الطبيعة لترتبط بالتکنولوجيا الهندسية والوظائف الميکانيکية لها وبخاصة إستلهام الإنسان للبناءات
والميکانزمات والنظم الموجودة في الکائنات الحية فيما أطلق عليه علم البيونکس Bionics . ثم اتسع انطاق إستلهام
المصمم من الطبيعة سواء الشکلية Figural او الوظيفية Functional مما دعى الى تعديل المفهوم إلي البيوميمتک
Biomimetic ليضم کل ما يمکن محاکاته من الطبيعة وتوظيفه في خدمة التصميم والتطوير للمنتجات) 1 ص 6،7 ) .
ثم تلى ذلک تبلور مفهوم المحاکاة أو الإستلهام من الطبيعة Bio-inspiration ليصل إلي البيوميمکري Biomimicry
وذلک في الألفية الثالثة والذي لا يقوم فقط على استلهام البناءات والميکانزمات والنظم بل استلهام فلسفة الأسس والقوانين
التي جعلت الحياة تستمر على الأرض لملايين السنين فى إطار من التطور والموائمة رغم مواصلة افساد الإنسان
للطبيعة.
مع ظهور علم الأيکولوجي Ecology فى السبعينيات من القرن العشرين، وتطور أبعاده وأهميته فى الحفاظ على البيئة
وحمايتها فى الألفية الثالثة ظهر مفهوم موازى للأستلهام من الطبيعة الذي يساعد المصمم على الوصول لإبداعاته
التصميمية )منتج Product أو خدمة Service ( من خلال استلهامه من خصائص سلوک الحيوانات والنباتات فى إطار
الأنظمة البيئية المحلية الموجودة بها والتى يهتم بها علم الإيثولوجي - Ethology بحيث تعتمد تصميماته على أسس -
وقواعد وتقنيات تتلائم مع أسلوب الحياة والظروف المختلفة التى ترتبط بالکائن الحي والبيئة داخل نظام إيکولوجي
محدد) 2 ص 115 ) .
وقد توصل البحث إلى عدّة نتائج تحقق من خلالها الهدف وهو ربط التصميم الصناعي بعلم الإيثولوجي Ethology
وکانت من أهمها أقتراح صياغة مصطلح جديد يعبر عن الإستلهام من علم الإيثولوجي في التصميم قد يکون Etho-mimicry أو Etho-inspiration کما توصل البحث إلى استراتيجية لربط علم الإيثولوجي بالتصميم کنوع من أنواع
الإستلهام من الطبيعة Nature Inspiration