إستدامة الفکر التصميمي بين الفلسفة و التطبيق فى صياغة الأثاث

يعتمد المصمم في تحقيق القيم الإبداعيه على تشکيل لغة تصميميه تعتمد مفرداتها على إعادة صياغة المفردات التشکيلية
من حوله بطريقه حديثة ومعاصرة محققا عدة مبادئ يتمثل أهمها التطوير من خلال الإستلهام في التعامل مع ملامح
الهوية على أساس أنها ملامح فکرية وليست عناصر ومفردات جامدة ، بحيث تتحرر من کونها نتاج مادي. کما يعتبر
تصميم الأثاث مهنة متعددة الأوجه تطبّق حلولاً مبتکرة وتقنية في إطار بنية معينة لبلورة بيئة داخلية ناجحة بحيث تتميز
تلک التصميمات بالوظيفيّة وتحسن نوعية الحياة وجماليّتها.
تعتبر الإستدامة من أهم تلک المبادئ وذلک بتفعيل مبادئ الفکر التصميمي لمفردات وعناصر البيئة باعتبار أن تلک
المبادئ التصميميه مرتبطة ونابعة من العملية الفکرية في التصميم، مما يعطيها صفة الإطلاق في التفکير، اي إتاحة
مساحات فکرية لانهائية لحل کل مشکلة تصميمية بما يتوافق مع الاحتياجات و الأبعاد البيئية والثقافية و الإجتماعية لکل
تصميم.
لقد أصبح مصطلح الإستدامة واسع النطاق ويمکن تطبيقه تقريبا على کل وجه من وجوه الحياة على الأرض، بدءًا من
المستوى المحلي إلى المستوى العالمي وعلى مدى فترات زمنية مختلفة. يعتمد الإطار الفلسفي والتحليلي للاستدامة على
روابط مع العديد من التخصصات والمجالات المختلفة. في السنوات الأخيرة ظهر مجال جديد عرف بعلوم الاستدامة.
وحاليا، علم الاستدامة ليس حقلا معرفيا مستقل بحد ذاته ويميل إلى کونه مجال لحل مشکلة قائمة وموجه باتجاه خلق مجال
يساعد في اتخاذ القرارات المتعلقة في حل هذه المشکلة.
لذلک يعتبر هذا البحث محاولة لإيجاد تطبيق لمفهوم الإستدامة و الفکر التصميمى فى مجال تصميم الأثاث عن طريق لغه
تصميمه متعددة الأبعاد تتمثل في الدمج بين إيجابيات کل من التأصيل والمعاصرة وعدم انفراد أحدهما على الاخر بما
يحقق القيم الإبداعيه في صياغة الأثاث.